دعا عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني، اليوم الأربعاء، البرلمان التركي إلى تشكيل لجنة خاصة للإشراف على عملية السلام ونزع سلاح مقاتلي الحزب، في خطوة قد تمثل نقطة تحول تاريخية في الصراع المستمر منذ عقود بين أنقرة والتنظيم.
وفي رسالة فيديو نقلتها وسائل إعلام، أكد أوجلان أن “الكفاح المسلح ضد تركيا قد انتهى”، مشدداً على أن “نزع سلاح حزب العمال الكردستاني سيحدث بسرعة”، في إشارة إلى استجابة الحزب لدعوة سابقه بوقف إطلاق النار، التي أعلنها منذ مارس الماضي.
وأوضح أن “ضرورة إنشاء إطار سياسي ديمقراطي هو أمر حاسم لنجاح عملية السلام”، داعياً إلى انتقال كامل للسياسات الديمقراطية كجزء من الحل المستدام.
بدوره، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، أن تركيا تستعد للدخول في “مرحلة جديدة” من عملية التسوية مع حزب العمال الكردستاني، معربًا عن أمله في استكمال هذه العملية في أقرب وقت ممكن، دون السماح لأي “دوائر مشبوهة” بعرقلتها.
جاء ذلك في كلمة ألقاها أمام أعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان، حيث قال: “نأمل استكمال عملية التسوية مع حزب العمال الكردستاني بأقصر وقت ممكن دون منح الفرصة للدوائر المشبوهة بتخريبها”، مضيفًا أن الأيام المقبلة قد تشهد تطورات إيجابية على هذا الصعيد.
وتأتي تصريحات أردوغان بعد إعلان زعيم حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، من سجنه في جزيرة إمرالي، انتهاء “الكفاح المسلح” وانتقال الحزب إلى العمل السياسي. وقال أوجلان في رسالة مصورة: “ما زلت مدافعاً قوياً عن دعوتي التي أطلقتها لإلقاء السلاح في 27 فبراير الماضي”، مؤكداً أن “كفاحنا المسلح انتهى بشكل طوعي”.
وكانت وسائل إعلام تركية وكردية قد أفادت في وقت سابق، وتحديدًا في 12 مايو الماضي، بأن قيادة حزب العمال الكردستاني قررت رسمياً حلّ الحزب وإنهاء الصراع المسلح، في خطوة وُصفت بالتاريخية على طريق السلام الداخلي في تركيا.
وجاءت هذه التصريحات بعد أن عقد حزب العمال الكردستاني مؤتمراً في شمال العراق في الفترة من 5 إلى 7 مايو الماضي، لمناقشة قرار إلقاء السلاح، وسط ترقب إقليمي ودولي واسع، وكان الحزب أعلن في 1 مارس وقف إطلاق النار مع تركيا استجابة لدعوة أوجلان، الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد في السجون التركية منذ سنوات.
وتصاعدت التوترات بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني، خاصة بعد تهديد السلطات التركية بشن عملية عسكرية واسعة ضد التنظيم خلال الصيف الحالي، في حال رفضه نزع السلاح، وفق ما أوردته وسائل إعلام تركية في أبريل الماضي.
ويعود تاريخ الصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني إلى عام 1984، حيث استؤنف النزاع بشكل مكثف منذ عام 2015، وأطلقت تركيا عدة عمليات عسكرية داخل سوريا والعراق، أبرزها عمليات “غصن الزيتون” و”نبع السلام” في سوريا عامي 2018 و2019، وعملية “المخلب” في العراق عام 2022، رغم احتجاجات حكومات دمشق وبغداد. وترى أنقرة في هذه العمليات ضرورة أمنية لحماية حدودها من التهديدات التي تشكلها الميليشيات الكردية.
The post أوجلان: الكفاح المسلح ضد تركيا انتهى ونزع سلاح الحزب سيتم بسرعة (فيديو) appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.