شهدت أسعار الفضة قفزة تاريخية في 2025، محققة أعلى مستوياتها منذ عام 2011، حيث وصل سعر الأونصة الفورية إلى 38.47 دولاراً، فيما تجاوزت العقود الآجلة الأميركية مستوى 39 دولاراً، وسط حالة من شح الإمدادات والطلب الصناعي المتزايد.
هذا الارتفاع اللافت، الذي بلغ نحو 33% خلال العام، يعكس مجموعة معقدة من العوامل الاقتصادية، السياسية، والتقنية، كما أوضح تقرير “سكاي نيوز عربية” الصادر صباح 14 يوليو 2025.
ويرجع هذا الصعود الحاد في أسعار الفضة إلى تداخل عوامل رئيسية تبدأ بضيق المعروض المادي في الأسواق، حيث انخفضت المخزونات بشكل ملحوظ، وخاصة في سوق لندن الفورية. إضافة إلى ذلك، شكلت التوترات الجيوسياسية والتجارية، ولا سيما تهديدات التعرفات الجمركية الأميركية، محفزاً قوياً لجذب المستثمرين إلى الفضة كملاذ آمن وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي المتزايدة.
وأشار طارق الرفاعي، الرئيس التنفيذي لمركز كوروم للدراسات الاستراتيجية، في حديثه لـ “اقتصاد سكاي نيوز عربية” إلى أن الطلب الصناعي الضخم، الذي يشكل حوالي 80% من الاستهلاك العالمي للفضة، هو أحد الدوافع الأساسية لهذا الارتفاع، ويُستخدم المعدن في صناعات متقدمة تشمل الإلكترونيات، الذكاء الاصطناعي، الطاقة الشمسية، السيارات الكهربائية، والتعقيم الطبي، في ظل تحول عالمي نحو التكنولوجيا الخضراء، ما يعزز الطلب الصناعي المستمر على الفضة.
ويضاف إلى ذلك تأثير صناديق المؤشرات المتداولة التي تضاعف من حجم الطلب على الفضة، إذ أظهرت بيانات بلومبرغ زيادة كبيرة في الحيازات المخزنة في بورصة لندن، مما يحد من المعروض المتاح للتداول.
كما وصف دانيال غالي من شركة تي دي سيكوريتيز انخفاض المخزونات بأنه نتيجة مباشرة لفرص المراجحة الناتجة عن الرسوم الجمركية، مما زاد من ندرة المعدن في الأسواق.
راهول كالانتري، نائب رئيس السلع في شركة ميهتا إكويتيز، أكد أن المستثمرين يبحثون عن الأمان في ظل ضغوط سياسية واقتصادية تتعلق بالرسوم الجمركية والتضخم، محذراً من أن الفضة تمتلك مجالاً واسعاً للصعود، خاصة مع التوقعات المتقلبة لأسعار الفائدة والتضخم التي تؤثر عادة على تحركات المعادن النفيسة مثل الفضة والذهب.
من جهتها، حنان رمسيس، خبيرة أسواق المال، أشارت إلى أن الفضة أصبحت خياراً استثمارياً متزايد الجاذبية بفضل تنويع المحافظ الاستثمارية والتحوط من التضخم، فضلاً عن الطلب الصناعي المتنامي.
وأكدت أن الفضة تستفيد من الاستثمارات البديلة التي تروج لها المؤسسات المالية الكبرى، خاصة بعد وصول أسعار الذهب إلى مستويات مرتفعة نسبياً.
كما يشير معهد الفضة إلى أن السوق العالمية تواجه عجزاً في المعروض للعام الخامس على التوالي، في ظل تنامي الطلب الصناعي والتكنولوجي، مما يضع الفضة في مركز الاهتمام ليس فقط كسلعة مالية بل أيضاً كأصل استراتيجي حيوي في التحول الصناعي والبيئي العالمي.
The post قفزة تاريخية لأسعار الفضة.. إلى أين تصل الأونصة في 2025؟ appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.