شهدت محافظة السويداء جنوبي سوريا تطورات ميدانية متسارعة خلال الساعات الماضية، مع سيطرة الفصائل المحلية على مركز المدينة والقرى الغربية، عقب انسحاب قوات الجيش والأمن السوريين، ومسلحين من العشائر الموالية للحكومة.
مصادر محلية أفادت لـ”سبوتنيك” أن الوضع الإنساني داخل المدينة بات كارثيًا، وسط انتشار النهب والحرائق، ووجود جثث في الشوارع والمنازل، يُرجح أن أصحابها أُعدموا ميدانيًا.
وأوضحت المصادر أنه يجري حاليًا نقل الضحايا إلى المستشفى الوطني، الذي يعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، إلى جانب نفاد المحروقات اللازمة لتشغيل المولدات، ما يهدد حياة عشرات الجرحى.
كما شهدت السويداء شللاً شبه كامل في الخدمات، بعد توقف الأفران، وانقطاع الكهرباء والمياه لليوم الرابع على التوالي، في وقت يعاني فيه السكان من انعدام المواد الغذائية الأساسية.
وفي خضم هذه الفوضى، أعلنت الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز الحداد العام على أرواح الضحايا، ووصفت السويداء بأنها “محافظة منكوبة”، مطالبة بتدخل إنساني عاجل.
كما دعت في بيان رسمي إلى فتح ممر إغاثي عبر مناطق الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا، ووجّهت نداءً إلى العاهل الأردني عبد الله الثاني لفتح معبر إنساني مع الأراضي الأردنية بهدف إيصال المساعدات.
يأتي ذلك في وقت كشفت فيه مصادر سياسية عن وجود وساطات دولية ساهمت في تهدئة الوضع ومنع الضربات الإسرائيلية على العاصمة دمشق، وفق تصريحات سابقة للرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع.
العثور على عشرات الجثث في مستشفى السويداء وسط تضارب حول اتفاق وقف إطلاق النار
تصاعد التوتر في محافظة السويداء جنوبي سوريا، مع إعلان وزارة الصحة السورية العثور على عشرات الجثث، بينها عناصر من قوات الأمن ومدنيون، داخل مستشفى السويداء الوطني، وذلك عقب انسحاب مجموعات مسلحة سيطرت على المنشأة خلال الأيام الماضية.
وجاء في بيان رسمي للوزارة أن “المجموعات الخارجة عن القانون انسحبت من المستشفى، لتكشف الفرق الطبية بعد دخولها عن وجود عدد كبير من الجثث، بعضها لعناصر أمنية وأخرى لمدنيين”. ولم توضح الوزارة ظروف مقتلهم أو الجهة المسؤولة عن الحادثة.
فيما أعلنت وزارة الداخلية السورية التوصل إلى اتفاق مع وجهاء السويداء لوقف العمليات العسكرية، شمل تشكيل لجنة مراقبة مشتركة وتنظيم انتشار السلاح الثقيل وإعادة دمج المحافظة ضمن مؤسسات الدولة، نفت الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز التوصل إلى أي اتفاق، وأكدت في بيان رسمي أن “المعارك مستمرة حتى تحرير كامل تراب المحافظة”.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة السورية ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي الذي استهدف العاصمة دمشق، إلى 3 قتلى و34 مصابًا، وذلك في غارات استهدفت مواقع حساسة من بينها مقر وزارة الدفاع ومحيط القصر الرئاسي.
وبررت الحكومة الإسرائيلية هذه الضربات بأنها “دفاع عن الطائفة الدرزية في سوريا”، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي قصف آليات عسكرية سورية في محافظة السويداء، وتعهّد كل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس بمنع أي أذى يلحق بالدروز، في بيان مشترك أشار إلى “التحالف الأخوي العميق مع الدروز في إسرائيل”.
تركيا تحذّر “واي بي جي” من استغلال اضطرابات السويداء.. وتدين التصعيد الإسرائيلي في سوريا
وجّه وزير الخارجية التركي هاكان فيدان تحذيرًا شديد اللهجة إلى تنظيم “واي بي جي” الكردي، الذي تعتبره أنقرة ذراعًا لحزب العمال الكردستاني “بي كي كي” المصنف كـ”إرهابي”، داعيًا إياه إلى تجنّب استغلال التوترات الأخيرة في سوريا، وخاصة في محافظة السويداء جنوبي البلاد.
وخلال مشاركته في “الاجتماع غير الرسمي الموسّع بشأن قبرص” المنعقد في نيويورك يومي 16 و17 يوليو الجاري، قال فيدان إن بلاده “تلقت معلومات استخباراتية عن تحركات مريبة لعناصر واي بي جي في مناطق عدة”، مؤكداً أن “أي محاولة لاغتنام الفوضى الأمنية ستُواجَه بردّ تركي حازم”، وأضاف: “يجب على هذا التنظيم أن يلعب دورًا بنّاءً، لا أن يعقّد الوضع الحساس، فالانتهازية في مثل هذا السياق قد تترتب عليها مخاطر كبيرة”.
وفي معرض تصريحاته، دان فيدان الغارات الإسرائيلية الأخيرة على العاصمة السورية دمشق، والتي طالت مؤسسات حكومية ومواقع عسكرية قرب القصر الرئاسي ومقر وزارة الدفاع، متهمًا تل أبيب بـ”تجاهل سيادة الدول وانتهاك القانون الدولي”. وأكد أن “إسرائيل تبرر عدوانها بحجج أمنية، لكنها في الواقع تسهم في زعزعة استقرار المنطقة بشكل منهجي”.
The post السويداء تخرج عن السيطرة.. الفصائل المحلية تسيطر على المدينة والجيش ينسحب appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.