بروكسل تخنق نفط روسيا.. سقف سعر جديد بـ 45 دولاراً للبرميل

0
22

أقر الاتحاد الأوروبي، الجمعة، حزمة جديدة من العقوبات الاقتصادية ضد روسيا هي الثامنة عشرة منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، وُصفت بأنها “الأكثر صرامة وفاعلية حتى الآن”، وتركّز بشكل أساسي على تقليص إيرادات موسكو من قطاع النفط، في خطوة تصعيدية تهدف إلى تقويض قدرة الكرملين على تمويل الحرب.

وقال دبلوماسي أوروبي في بروكسل، في ختام اجتماع لسفراء الاتحاد، إن الاتفاق تم التوصل إليه بعد مشاورات مكثفة، وإنه يشمل “خفضًا كبيرًا لسقف أسعار النفط الروسي المصدر، بالإضافة إلى تدابير مالية وتجارية جديدة تستهدف مصادر الدخل الرئيسية للكرملين”.

خفض جديد لسقف أسعار النفط الروسي

أبرز ما في الحزمة الجديدة هو خفض سقف سعر النفط الروسي المُخصص للتصدير إلى نحو 45 دولارًا للبرميل، أي أقل بنسبة 15% من متوسط السعر الحالي في السوق، مقارنة بالسقف السابق الذي كان محددًا عند 60 دولارًا للبرميل.

وأوضح دبلوماسيون أن هذه الخطوة تهدف إلى التكيّف مع التراجع المستمر في أسعار الخام العالمي، وربط آلية تسعير النفط الروسي تلقائيًا بتطورات السوق مع فارق 15% لصالح المستوردين.

وتسعى الدول الأوروبية من خلال هذه الآلية المرنة إلى تعزيز فعاليتها الاقتصادية، بعد أن أدى السقف القديم إلى خفض عائدات روسيا النفطية بنحو 30% بحسب تقديرات الاتحاد، إلا أنه لم يحقق التأثير المطلوب في وقف تدفق التمويل على الخزينة الروسية.

خلافات وتنازلات.. سلوفاكيا ترفع اعتراضها

الحزمة الجديدة كادت أن تُجهض بسبب اعتراض سلوفاكيا، التي استخدمت حق النقض لتأخير التصويت، مطالبة بتطمينات وضمانات بخصوص استقرار إمداداتها من الغاز الطبيعي، لا سيما مع خطة الاتحاد الأوروبي لإنهاء وارداته من الغاز الروسي بالكامل بحلول عام 2027. ومع حصولها على ضمانات مكتوبة من المفوضية الأوروبية، رفعت براتيسلافا اعتراضها، ممهدةً الطريق لاعتماد العقوبات بالإجماع.

ووصفت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد، الحزمة الجديدة بأنها “واحدة من أقسى الحزم التي اعتمدها التكتل ضد روسيا”، مضيفة: “سنبقى نمارس الضغط إلى أن توقف روسيا هذه الحرب”.

من جهتها، رحبت فرنسا بما وصفته بـ”الخطوة غير المسبوقة”، وقال وزير الخارجية جان نويل بارو في منشور على منصة “إكس”: “مع الولايات المتحدة، سنجبر بوتين على وقف إطلاق النار”.

لكن رغم الحماسة الأوروبية، لم تحسم واشنطن بعد موقفها من خفض سقف السعر، حيث لا تزال تدرس الانضمام إلى الخطوة الأوروبية بعد اتفاق مجموعة السبع السابق على سقف 60 دولارًا.

وتشير التقديرات إلى أن الموقف الأميركي سيكون حاسمًا في مدى فاعلية الحزمة الجديدة، بالنظر إلى الدور المحوري لأسواق التأمين والشحن التي تهيمن عليها شركات غربية.

أبعاد استراتيجية.. هل تضيق خيارات روسيا؟

تهدف العقوبات الجديدة إلى تقليص قدرة روسيا على مواصلة الحرب، من خلال خنق أحد أبرز شرايين اقتصادها، وهو النفط. ويأمل الاتحاد الأوروبي أن يدفع تراجع العائدات موسكو إلى إعادة تقييم كلفة الحرب، في وقت تستعد فيه أوكرانيا لمرحلة جديدة من المواجهة بدعم غربي عسكري ومالي متزايد.

ووفق مراقبين، فإن الحزمة الجديدة قد تدفع روسيا إلى البحث عن قنوات جديدة للتهرب من العقوبات، أو زيادة الاعتماد على أسواق بديلة كالهند والصين، لكن بأسعار أقل من السوق العالمية، ما يعني خسائر مالية إضافية على المدى الطويل.

تصعيد متزامن من ترامب

بالتوازي مع التطورات الأوروبية، يواصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصعيد موقفه ضد موسكو، ملوّحًا مؤخرًا باستخدام “سلاح الرسوم” لإعادة رسم خريطة الطاقة العالمية في غضون 50 يومًا، ما يُعد مؤشراً على تحول كبير في سياسة الطاقة والتجارة إذا مضى قدمًا بخططه.

روسيا ترفض العقوبات الأوروبية الجديدة وتؤكد تكيّفها معها

صرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين)، دميتري بيسكوف، اليوم الجمعة، بأن حزمة العقوبات الجديدة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا تشكل “نهجًا أوروبيًا متشددًا”.

وقال بيسكوف ردًا على سؤال حول الحزمة الـ18 من العقوبات: “نعتبر هذه القيود الأحادية الجانب غير قانونية”، مؤكدًا أن روسيا ستقوم بتحليل الحزمة الجديدة لتقليل عواقبها إلى الحد الأدنى.

وفيما يتعلق بتأثير العقوبات، أضاف بيسكوف أن روسيا قد اكتسبت “حصانة معينة” نتيجة للتكيف مع هذه العقوبات على مر السنين، مشيرًا إلى أن العقوبات تُعتبر “سلاحًا ذو حدين”، حيث تؤثر بشكل سلبي على الدول التي تفرضها أيضًا.

وكانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، قد صرحت في وقت سابق أن الممثلين الدائمين للدول الأعضاء في الاتحاد توصلوا إلى اتفاق بشأن الحزمة الـ18 من العقوبات ضد روسيا، التي كانت بولندا قد سعت لفرضها خلال رئاستها لمجلس الاتحاد الأوروبي.

وفي الوقت نفسه، تواصل روسيا تأكيد أن العقوبات الغربية لم تنجح في التأثير عليها بشكل فعال، مع تكرار الآراء الغربية التي تشكك في فعالية هذه العقوبات.

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، كان قد وصف في وقت سابق العقوبات الأوروبية ضد الأسمدة الروسية بأنها “غباء محض”.

غروشكو: التجارة بين روسيا والاتحاد الأوروبي قد تصل إلى “الصفر” وسط تصعيد العقوبات

حذر نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو من أن حجم التجارة بين روسيا والاتحاد الأوروبي يواصل التراجع بشكل حاد، مرجحًا أن ينخفض هذا العام إلى مستويات “قريبة من الصفر”، في ظل التصعيد المتواصل للعقوبات الأوروبية على موسكو.

وخلال لقاء جمعه بطلاب وأساتذة في جامعة ألتاي الحكومية، أشار غروشكو إلى أن التبادل التجاري بين الجانبين بلغ ذروته عام 2013 مسجلًا 417 مليار دولار، لكنه انخفض إلى 60 مليار دولار في 2024، متوقعًا أن يتراجع إلى نحو 40 مليار دولار خلال العام الحالي، “وربما إلى الصفر”، على حد تعبيره.

وأكد غروشكو أن الاتحاد الأوروبي يستخدم “الإكراه الاقتصادي” كجزء من حرب هجينة ضد روسيا، لافتًا إلى أن عدد العقوبات الأوروبية المفروضة بلغ نحو 19 ألف إجراء حتى الآن.

وأضاف أن بروكسل تتجه إلى التخلي الكامل عن الطاقة الروسية، بما في ذلك الغاز والنفط والوقود النووي المُستخدم في محطات الطاقة الأوروبية التي تعود منشآتها إلى الحقبة السوفييتية.

The post بروكسل تخنق نفط روسيا.. سقف سعر جديد بـ 45 دولاراً للبرميل appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.