بيروت في قلب الاستراتيجية الأمريكية.. نزع السلاح قضية داخلية

0
23

عاد المبعوث الأمريكي توم باراك إلى بيروت بتكليف من الرئيس دونالد ترامب، مؤكداً اهتمام واشنطن الكبير باستقرار لبنان.

وبعد لقائه رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام في السراي الحكومي، شدد باراك على ضرورة التركيز على إعادة الاستقرار والأمن في لبنان والمنطقة ككل، معتبراً لبنان جزءاً أساسياً من الاستقرار الإقليمي المأمول.

وأشار المبعوث الأمريكي إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان لم يحقق النجاح المرجو، وأن الولايات المتحدة تبذل جهوداً مكثفة لتثبيت التهدئة ومنع أي تصعيد إضافي.

وأضاف أن أولوية واشنطن حالياً هي احتواء التصعيد بدلاً من تصعيد النزاعات.

وحول موضوع نزع سلاح “حزب الله”، وصف باراك القضية بأنها شأن لبناني داخلي تسعى الولايات المتحدة لمساعدة اللبنانيين فيه، مع التأكيد على تصنيف “حزب الله” كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة وعدم الدخول في حوار معه.

وحذر من أن عدم نزع سلاح الحزب لن يترتب عليه تهديد مباشر ولكنه سيكون مخيباً للآمال.

أما بالنسبة لإمكانية فرض عقوبات أمريكية على مسؤولين لبنانيين، أوضح باراك أن هذا الخيار غير مطروح في الوقت الحالي، مؤكداً أن الهدف الأساسي للتحركات الأمريكية هو دعم الحلول السياسية وتخفيف التوترات في لبنان والمنطقة.

عون يحذر من جرّ لبنان إلى صراعات المنطقة ويقدّم مذكرة لإنقاذ البلاد إلى الموفد الأميركي

شدد الرئيس اللبناني جوزيف عون، اليوم الاثنين، على ضرورة توحيد جهود اللبنانيين والتصرف بموضوعية ومسؤولية لإبقاء لبنان بعيدًا عن الصراعات الإقليمية، في إشارة إلى التطورات المتسارعة في سوريا، مؤكداً أن سلامة لبنان وعدم الزج به في أي حرب هو هدف رئاسته الأساسي.

وخلال استقباله وفد جمعية “لبناني وأفتخر” في قصر بعبدا، لفت عون إلى أن بعض المواقف المتشددة التي صدرت محليًا إزاء أحداث سوريا، قابَلَتها أصوات عقلانية لمرجعيات دينية وزعماء سياسيين بارزين، ساهمت في تهدئة الأجواء وتجنيب لبنان تداعيات التصعيد الإقليمي.

وذكّر الرئيس اللبناني بتجربة بلاده خلال الحرب الإيرانية الإسرائيلية الأخيرة، مشيراً إلى أن الجهود التي بُذلت حينها ساعدت على تجنيب لبنان الانزلاق إلى المواجهة، داعيًا إلى اعتماد المقاربة نفسها في مواجهة التحديات الراهنة.

وفي سياق متصل، أعلنت رئاسة الجمهورية أن عون سلّم الموفد الأميركي الخاص توم باراك، خلال زيارته إلى بيروت، مشروع مذكرة شاملة لإنقاذ لبنان واستعادة سيادته، تتضمن خارطة طريق لإعادة بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، وحصر السلاح بيد القوى العسكرية النظامية.

وتؤكد المذكرة التي تسلّمها باراك بحضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون، على ضرورة احترام القرار الوطني المستقل في قضايا الحرب والسلم، وضرورة حماية السيادة والحدود، مع إطلاق خطة نهوض اقتصادي شامل برعاية دولية.

نائب لبناني: لا تنازل عن السلاح مقابل وعود أمريكية فارغة وزائفة

شدد النائب اللبناني حسين جشي، عضو البرلمان عن “حزب الله”، على أن “سلاح المقاومة ليس موضع مساومة، ولن نتخلى عنه مقابل وعود أمريكية فارغة وزائفة”. واعتبر أن زيارة الموفد الأمريكي توم باراك إلى لبنان تأتي في إطار الضغط للتخلي عن هذا السلاح.

وأضاف جشي أن المسؤول الحقيقي الذي يجب أن يتخلى عن تدخلاته هو الجانب الأمريكي، مشيراً إلى أن الموفد الأمريكي يطالب لبنان بالتخلي عن سلاح المقاومة، بينما على الولايات المتحدة أن تخرج “العدو الإسرائيلي من أرضنا وبحرنا وسمائنا”.

وقال: “أخرجوا العدو كما أدخلتموه، وكفوا شره عن شعبنا، وأنهوا تسلطكم وإملاءاتكم على حكومتنا ومؤسساتنا، وعندها فقط يصبح لبنان بخير”. وأكد أن اللبنانيين يعرفون كيفية حماية وطنهم دون الحاجة إلى وسطاء.

كما أشار إلى أن الدعوة الحالية لتسليم “السلاح الاستراتيجي” للجيش اللبناني ليست سوى طريقة منمقة للتخلص من هذا السلاح، موضحاً أن الجيش نفسه ممنوع من الاحتفاظ به، بل يتم تدميره في بعض المناطق جنوب نهر الليطاني.

The post بيروت في قلب الاستراتيجية الأمريكية.. نزع السلاح قضية داخلية appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.