حذّر صندوق الأمم المتحدة للسكان من تداعيات كارثية لسوء التغذية على النساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة في قطاع غزة، محذرًا من أن الأجيال القادمة ستتحمل عواقب صحية مدى الحياة. يأتي ذلك في وقت تتواصل فيه جهود الإجلاء الطبي، بعد أن نفذت منظمة الصحة العالمية أول عملية نقل عاجلة للمرضى منذ وقف إطلاق النار، بينما تواجه إسرائيل ضغوطًا دولية بعد صدور قرار استشاري لمحكمة العدل الدولية بشأن التزاماتها تجاه المساعدات الإنسانية، تتوازى هذه التطورات مع تحركات دبلوماسية أميركية وإقليمية، تشمل زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى إسرائيل لدعم خطة سلام، وتصاعد المواقف الدولية حول ملف فلسطين، كما تجلى في قرار إندونيسيا منع لاعبي الجمباز الإسرائيليين من المشاركة في بطولة عالمية.
في التفاصيل، حذّر صندوق الأمم المتحدة للسكان من تأثيرات كارثية لسوء التغذية على النساء الحوامل والرضع في قطاع غزة، مشيراً إلى أن هذه التأثيرات قد تمتد لأجيال، مما سيؤدي إلى مشكلات صحية تستدعي رعاية مدى الحياة للأطفال الذين يولدون حاليا في القطاع.
وفي تصريحات صحفية عقب زيارة استغرقت خمسة أيام شملت القدس والضفة الغربية بالإضافة إلى قطاع غزة، قال ممثل الصندوق أندرو سابرتون إن الأوضاع التي شهدها في غزة تشبه مشاهد “فيلم هوليوودي”، مشيراً إلى الحجم الكبير للدمار.
وأضاف أن حوالي واحد من كل أربعة سكان في غزة يعاني من الجوع، من بينهم 11,500 امرأة حامل، وهو ما يساهم في ارتفاع معدلات الولادات المبكرة وتدني وزن المواليد، حيث يولد 70% من الأطفال خدجاً مقارنة بنسبة 20% قبل اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.
وأشار سابرتون إلى أن جميع مستشفيات حديثي الولادة في غزة تعمل بأكثر من طاقتها الاستيعابية بنسبة تصل إلى 170%، مما يضطرها لتكديس الأطفال في حاضنات واحدة. كما نبه إلى أن ثلث حالات الحمل في غزة تعتبر “عالية الخطورة”، في ظل ارتفاع معدلات وفيات الأمهات بسبب الظروف الصعبة.
وأكد المسؤول الأممي أن “سوء التغذية هو المشكلة الأكبر”، إلى جانب نقص الأدوية، ودمار البنى التحتية الطبية، حيث تضررت أو دمرت 94% من مستشفيات القطاع. كما أشار إلى أن بعض النساء في غزة اضطررن إلى اللجوء إلى عمليات إجهاض غير آمنة بسبب نقص وسائل منع الحمل.
وتستمر المعاناة الإنسانية في غزة في ظل الحرب المستمرة، حيث تتزايد حالات العنف الجنسي والزواج المبكر، مما يعكس تدهور الوضع الاجتماعي والإنساني في المنطقة.
الصحة العالمية تنفذ أول عملية إجلاء طبي من غزة منذ وقف إطلاق النار
أعلنت منظمة الصحة العالمية اليوم الخميس، عن تنفيذها لأول عملية إجلاء طبي من قطاع غزة منذ بدء وقف إطلاق النار. تم إجلاء 41 مريضًا في حالة حرجة، بالإضافة إلى 145 مرافقًا لهم، وذلك إلى خارج القطاع. جاء ذلك في تصريح أدلى به المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، عبر منصته على “إكس”.
وأضاف غيبرييسوس أن “نحو 15 ألف مريض لا يزالون ينتظرون الحصول على إذن لتلقي العلاج في الخارج”، مطالبًا الدول بتسريع عمليات الإجلاء وفتح جميع المسارات اللازمة لتسهيل هذه العمليات الإنسانية.
إسرائيل تعتبر قرار محكمة العدل الدولية بشأن التزاماتها تجاه الأمم المتحدة “مخزياً”
وصفت إسرائيل، ممثلةً بالمندوب الدائم لدى الأمم المتحدة داني دانون، القرار الاستشاري الذي أصدرته محكمة العدل الدولية، اليوم الأربعاء، بشأن التزاماتها تجاه المنظمات الدولية في الأراضي الفلسطينية، بأنه “مخزٍ”.
ويُطالب القرار إسرائيل، التي تعتبر القوة المحتلة في الأراضي الفلسطينية، بالامتثال لالتزاماتها وفقًا لمعاهدات جنيف، بما في ذلك السماح بتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وتوفير الاحتياجات الأساسية للسكان.
كما أكدت المحكمة على ضرورة قبول برامج المساعدات الدولية، بما في ذلك أنشطة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.
داني دانون رد على القرار بقوله: “قرار المحكمة مشين. يتهمون إسرائيل بعدم التعاون مع هيئات الأمم المتحدة… وهذه الهيئات أصبحت مرتعًا للإرهابيين”. وأشار إلى أن إسرائيل تتحمل المسؤولية بشكل جزئي في ما وصفه بالوضع القائم.
من جهة أخرى، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش القرار بأنه “مهم للغاية”، معربًا عن أمله في أن تلتزم إسرائيل بتنفيذه.
وأكدت محكمة العدل الدولية، التي تعد أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة، في رأيها الاستشاري أن إسرائيل لم تلتزم بمسؤولياتها تجاه توفير الإمدادات الإنسانية، مشيرةً إلى فشلها في تقديم الأدلة اللازمة على ادعاءاتها بأن موظفي “الأونروا” متورطون في الأنشطة الإرهابية.
وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يعتزم زيارة إسرائيل لدعم خطة “ترامب” للسلام في غزة
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، أن وزير الخارجية ماركو روبيو سيقوم بزيارة إلى إسرائيل في الفترة من 22 إلى 25 أكتوبر الجاري، وذلك في إطار دعم تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لإنهاء الصراع في قطاع غزة.
وأوضحت الوزارة في بيان لها أن “الوزير روبيو سيعمل مع الشركاء في المنطقة لتعزيز الزخم التاريخي نحو سلام دائم وتكامل في الشرق الأوسط”. بعد زيارته لإسرائيل، سيواصل روبيو جولته الخارجية ليزور ماليزيا واليابان وكوريا الجنوبية في الفترة من 26 إلى 30 أكتوبر.
تأتي زيارة روبيو بعد زيارة طارئة قام بها نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس إلى إسرائيل، حيث سعى إلى “إنقاذ” اتفاق وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، وهو جزء من الجهود الأمريكية المستمرة لإحلال السلام في المنطقة.
وكانت قمة دولية قد عقدت في شرم الشيخ في 13 أكتوبر الجاري برئاسة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، بحضور قادة من أكثر من 20 دولة، بهدف تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وقد شهدت القمة توقيع وثيقة شاملة بين قادة عدة دول لإنهاء الحرب في غزة، بالإضافة إلى تبادل الأسرى والجثث بين إسرائيل وحركة حماس في إطار جهود تحقيق الاستقرار في المنطقة.
إندونيسيا تدافع عن قرارها بمنع لاعبي الجمباز الإسرائيليين من المشاركة في بطولة عالمية
دافع وزير الرياضة الإندونيسي، إريك توهير، اليوم الخميس، عن قرار بلاده بمنع لاعبي الجمباز الإسرائيليين من المشاركة في بطولة عالمية استضافتها جاكرتا، مؤكدًا أن القرار “يهدف إلى ضمان الأمن والنظام العام، مع إدراك تبعاته الدولية”.
ووفقًا لتصريحاته، فإن هذا القرار جاء متوافقًا مع مواقف بمنع لاعبي الجمباز الإسرائيليين التي ترفض العلاقات مع إسرائيل طالما لم تعترف الدولة العبرية بحقوق الفلسطينيين واستقلال دولتهم.
وقال توهير: “نلتزم بمبادئ الحفاظ على الأمن والنظام العام ومصالح الشعب عند استضافة الفعاليات الدولية”، مشددًا على أن هذه المبادئ متجذرة في الدستور الإندونيسي وتعكس التزام البلاد بالنظام العالمي.
وتعقيبًا على البيان الذي أصدرته اللجنة الأولمبية الدولية، والتي طالبت الاتحادات الرياضية الدولية بتجنب إقامة فعاليات رياضية في إندونيسيا، أعلن توهير أن هذه الإجراءات قد تعني فقدان بلاده فرصة استضافة البطولات العالمية أو الألعاب الأولمبية، بما في ذلك الأولمبياد الصيفي لعام 2036. إلا أنه جدد التأكيد على أن إندونيسيا ستستمر في المشاركة الفاعلة في الأحداث الرياضية الإقليمية والدولية.
وكانت إندونيسيا، أكبر دولة ذات أغلبية مسلمة في العالم، قد رفضت منح تأشيرات للاعبين إسرائيليين للمشاركة في المسابقات الدولية، استنادًا إلى اعتراضات الحكومة الإندونيسية ومجلس العلماء الإسلامي، الذين يعتبرون أن العلاقات مع إسرائيل لا يمكن أن تُستأنف إلا بعد أن تعترف إسرائيل بحقوق الفلسطينيين.
وفي الوقت نفسه، استمرت العديد من الدول الأوروبية، مثل إسبانيا، في تنظيم احتجاجات مناهضة لإسرائيل في سياق تصاعد الأوضاع في قطاع غزة.
The post أزمات غزة الإنسانية والسياسية تتصاعد.. تحذيرات أممية ودولية appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.
