حذّرت إسرائيل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال عطلة نهاية الأسبوع، من تهديد صاروخي محتمل قد تشكّله إيران، وسط تصاعد القلق بشأن استعادة الجمهورية الإسلامية لقدراتها العسكرية والصاروخية، وفق تقرير نشره موقع أكسيوس يوم الاثنين.
ونقل التقرير عن مسؤول إسرائيلي أن تل أبيب رصدت مؤشرات على إعادة إيران بناء قدراتها الصاروخية، موضحًا أن الإيرانيين بدأوا خطوات فعلية لإعادة ترميم قواتهم، وإن لم يصلوا بعد إلى المستوى الذي كانوا عليه قبل الحرب الأخيرة. وأشار المسؤول إلى أن وتيرة إعادة البناء الإيرانية لا تستدعي تحركًا عاجلًا في الوقت الراهن، لكنها قد تصبح أكثر إلحاحًا خلال العام المقبل.
وأفادت المصادر أن رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال إيال زامير أجرى اتصالًا هاتفيًا أول أمس السبت بقائد القيادة المركزية الأمريكية براد كوبر، وأبلغه بأن إسرائيل تشعر بالقلق إزاء المناورات الصاروخية التي بدأها الحرس الثوري الإيراني قبل أيام، مشيرًا إلى أن التحركات الأخيرة للصواريخ الإيرانية وغيرها من الأنشطة العملياتية قد تُستخدم كغطاء لتنفيذ هجوم مفاجئ من جانب طهران.
ودعا زامير الجيش الأمريكي إلى تنسيق وثيق مع نظيره الإسرائيلي في الاستعدادات الدفاعية، فيما زار كوبر تل أبيب الأحد، وعقد اجتماعًا مع زامير وكبار قادة الجيش الإسرائيلي لمناقشة الوضع القائم.
كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن المنظومة الأمنية في البلاد رصدت بداية ترميم إيران لقدراتها الصاروخية، معربة عن قلق تل أبيب من عدم إحراز تقدم في المفاوضات النووية. وأوضحت القناة 12 الإسرائيلية أن الإيرانيين يعملون منذ الأسابيع الأخيرة على إعادة تأهيل بعض القدرات التي تضررت خلال الحرب منذ يونيو الماضي، لا سيما في مجال الصواريخ البالستية ومنظومات الدفاع الجوي، التي كان من المفترض أن تشكّل تهديدًا لطائرات سلاح الجو الإسرائيلي.
ونقل التقرير عن الحرس الثوري الإيراني أن إسرائيل لم تنجح سوى في تدمير أقل من 3% من منصات إطلاق الصواريخ، مؤكدًا أن القدرات الصاروخية الإيرانية ما زالت فاعلة وقادرة على العمل، وأن المزاعم الإسرائيلية بشأن توجيه ضربات مؤثرة للبنية الصاروخية الإيرانية لا تعكس الواقع الميداني، مع التأكيد على أن أي تصعيد سيقابل برد مناسب.
وفي المقابل، أشار مصدر أميركي إلى أن الاستخبارات الأميركية لا تملك حاليًا أي مؤشر على قرب وقوع هجوم إيراني على إسرائيل، مؤكّدًا أن المراقبة المستمرة تظل جزءًا من تقييم التهديدات.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أجرى مشاورات رفيعة المستوى بشأن إيران قبل سفره إلى الولايات المتحدة، عقب تقارير عن تسريع طهران إعادة بناء برنامج صواريخها الباليستية، بما يشمل ترميم المنشآت التي دمرتها الضربات الإسرائيلية والأميركية خلال العام الجاري. ويخطط نتنياهو خلال لقائه الرئيس ترامب في فلوريدا نهاية ديسمبر إلى عرض تقديرات استخباراتية جديدة حول توسع إيران في إنتاج الصواريخ الباليستية ومناقشة خيارات الرد العسكري المحتملة، والتي تتراوح بين تنفيذ إسرائيل العملية بشكل مستقل أو بدعم أميركي محدود، أو عمليات مشتركة واسعة، وصولًا إلى خيار تتولى فيه الولايات المتحدة تنفيذ الضربة بالكامل.
وأكدت المصادر الإسرائيلية شكوكها في أن يمنح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضوء الأخضر لهجوم على إيران، معتبرة أن القدرات الصاروخية الإيرانية أقل من بعض التقديرات الأجنبية، لكنها لا تزال تمثل تهديدًا ملموسًا للأمن القومي الإسرائيلي.
إيران تؤكد أن برنامجها الصاروخي غير قابل للتفاوض وتصفه بالردعي
أكّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، الإثنين، أن البرنامج الصاروخي الإيراني غير قابل للتفاوض، مشيرًا إلى أن البرنامج صُمم وطور لحماية أراضي إيران وضمان أمنها القومي.
وأضاف أن القدرات الدفاعية الإيرانية بطابع ردعي، وأنها ليست موضوع مساومة أو تفاوض، وموجودة لمنع أي عدوان محتمل.
وأشار بقائي إلى أن المقاومة ظاهرة متجذرة وستظل حية ما دام الاحتلال قائمًا، وأن المنطقة ما زالت تعاني من اعتداءات الكيان الإسرائيلي المستمرة، مؤكّدًا أن هذه الجرائم تزيد من مسؤولية المجتمع الدولي لكبحها.
ورداً على بيان مجلس أوروبا حول ما وصفه بـتواطؤ إيران في الحرب الأوكرانية، أوضح بقائي أن هذه الادعاءات متكررة، وأن إيران لم تتدخل في الحرب، وأن الحل يجب أن يكون عبر الحوار.
وأضاف أن العلاقة بين إيران وروسيا لا تعني العداء لدول أخرى، ودعا الدول الأوروبية لمراجعة سياساتها العدائية ومراجعة دور حلف الناتو الذي يعرض أمن أوروبا للخطر.
وفيما يتعلق باتهام إسرائيل لإيران بالضلوع في مقتل عالم نووي إسرائيلي، قال المتحدث إن المجرمين يقيسون الآخرين على أفعالهم، وأن إسرائيل تسارع إلى اتهام الآخرين بالنظر إلى سجلها في اغتيال مواطني دول أخرى.
رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية يتهم إسرائيل بالترويج لمعاداة السامية بعد هجوم سيدني
صرح رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء عبد الرحيم موسوي، الأحد، بأن قتل اليهود يتم على يد الكيان الصهيوني الإسرائيلي، في محاولة منه الادعاء بتصاعد معاداة السامية واستغلال الوضع الراهن.
وأوضح موسوي، خلال كلمة أمام قادة الحرس الثوري الإيراني لإحياء ذكرى “شهداء الثورة الإسلامية”، أن الكيان الصهيوني لجأ إلى اغتيال أفراد الجالية اليهودية في الخارج لمنع الهجرة العكسية وبث معاداة السامية بهدف التظاهر بالضحية، مؤكداً على “التكتيكات الجديدة للكيان الصهيوني” في المنطقة.
وأشار موسوي إلى الحرب الإسرائيلية على إيران التي استمرت 12 يومًا، مؤكداً أن أحداث العامين الماضيين أثبتت للطرف الدولي الطبيعة الإجرامية لكل من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، ووصف أعداء إيران بأنهم “منتهكو القانون ومثيرو الحروب ولا يلتزمون بأي معايير دولية أو إنسانية”.
وجاءت تصريحات موسوي في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي وقع الأسبوع الماضي في منطقة شاطئ “بوندي” بمدينة سيدني الأسترالية خلال احتفال بعيد “حانوكا”، وأسفر عن مقتل نحو 16 شخصًا وإصابة نحو 29 آخرين، بينهم شرطيان، وفق ما أفاد مفوض شرطة نيو ساوث ويلز مال لانيون.
وأشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية إلى أن نحو 2000 شخص كانوا متواجدين في الفعالية التي استُهدفت، فيما وصف الجانب الإسرائيلي الحادث بالهجوم الوحشي، مطالبًا حكومة أستراليا بالتحرك وتحمل مسؤولياتها تجاه الوضع الأمني المتدهور، بعد تلقيها تحذيرات سابقة.
The post إسرائيل تحذر «ترامب» من تهديد صاروخي إيراني.. كيف ردّت طهران؟ appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.