ندد مجلس الأمن والدفاع السوداني بـ”الفظائع التي ارتُكبت وما زالت تُرتكب في مدينة الفاشر والمناطق الأخرى”، مؤكداً تمسكه بالرؤية المقدمة سابقاً من الحكومة السودانية للأمم المتحدة والجهات المعنية، والتزامه بتسهيل دخول المساعدات الإنسانية وفتح الطرق والمعابر الحدودية والمطارات وحماية العاملين في المجال الإنساني.
وجاء ذلك خلال اجتماع المجلس برئاسة رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان، حيث كلف المجلس الجهات المختصة بالرد على الورقة المقدمة من مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والأفريقية، مسعد بولس، بشأن وقف إطلاق النار في السودان.
وأكد البرهان أن “الورقة المقدمة من الرباعية عبر مسعد بولس تعتبر أسوأ ورقة وغير مقبولة”، مضيفاً أنها “تلغي وجود القوات المسلحة وتطالب بحل جميع الأجهزة الأمنية وتبقي المليشيات المتمردة في مناطقها”، محذراً من اعتبار الوساطة إذا استمرت بهذا المنحى غير محايدة.
وتشهد السودان منذ أبريل 2023، اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص، فيما تتواصل أزمة إنسانية واسعة.
وأعلن المتحدث باسم حركة “جيش تحرير السودان” الصادق علي النور، نفياً لما أعلنت عنه قوات الدعم السريع حول السيطرة الكاملة على مدينة بارا الاستراتيجية شمال كردفان، في حين سيطرت القوات على مدينة الفاشر في دارفور، وفق ما أكده الجيش السوداني بأن انسحاب قواته جاء لتجنب المزيد من الدمار.
من جهته، نفى أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، تقديم أي دعم عسكري للأطراف المتحاربة في السودان، مؤكداً أن الإمارات نفذت نحو 162 رحلة لنقل المساعدات الإنسانية منذ اندلاع الحرب، وأن موقفها يدعم وقف إطلاق النار غير المشروط ووصول المساعدات دون عوائق، إضافة إلى الانتقال إلى حكومة انتقالية مدنية.
وأكد قرقاش أن الدعم الإماراتي للسودان يشمل التعاون الإنساني الكبير وأن مصالح الدولة ليست اقتصادية، مشيراً إلى أن السودان يلعب دوراً محورياً في استقرار المنطقة ويجب ألا يسيطر على البلاد نفوذ جماعات متطرفة أو حزبية.
حمدوك يحذّر من عودة السودان إلى “الإرث المظلم” ودعوة عاجلة لوقف إطلاق النار
حذّر رئيس الوزراء السوداني السابق، عبد الله حمدوك، من خطورة عودة السودان إلى ما وصفه بـ”الإرث المظلم” للفصائل الإسلامية التي، بحسبه، اختطفت الدولة لعقود وأغرقت البلاد في صراعات لا تنتهي.
وفي منشور على حسابه في منصة إكس، أكد حمدوك أن الحرب الحالية تغذّيها القوى الأيديولوجية ذاتها داخل القيادة العسكرية، وهي القوى التي، وفق تصريحاته، تعرقل مسار السلام وتقاوم أي إطار عمل دولي يهدف لإنهاء النزاع.
وقال حمدوك إن وقف إطلاق النار يجب أن يكون فورياً وبدون أي شروط مسبقة، محذراً من أن استمرار القتال يفاقم معاناة المدنيين ويدفع البلاد نحو مزيد من التفكك والانقسام.
وشدّد على أن الشعب السوداني يستحق دولة مدنية ديمقراطية، خالية من التطرف وسياسات الماضي المدمّرة.
The post البرهان: الورقة الأمريكية غير مقبولة وتلغي وجود الجيش appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.
