السعودية وباكستان والردع النووي.. كيف تقارن القدرات النووية مع إسرائيل؟

0
18

وقع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ورئيس وزراء باكستان، محمد شهباز شريف، اتفاقية الدفاع الاستراتيجي المشترك يوم الأربعاء، في خطوة وصفت بأنها تعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين وتعزيز الشراكة الاستراتيجية في المجالات الدفاعية والأمنية.

وأوضحت وكالة الأنباء السعودية أن الاتفاقية تعكس حرص الرياض وإسلام أباد على تعزيز علاقتهما الثنائية التاريخية وإرساء الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم، وتنص الاتفاقية على أن أي اعتداء على أي من البلدين يُعتبر اعتداءً على كليهما، ما يضع إطاراً للتعاون الدفاعي المتبادل ويعزز الردع المشترك.

واستقبل ولي العهد السعودي رئيس وزراء باكستان في الديوان الملكي بقصر اليمامة بالرياض، وأقاما مراسم استقبال رسمية تلتها جلسة مباحثات رسمية ناقشت العلاقات الثنائية وسبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية، بالإضافة إلى تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

وتفاعل ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل واسع مع الاتفاقية، معتبرين إياها “رسالة ردع لإسرائيل” و”إشارة إلى واشنطن” حول عمق التحالف الدفاعي بين السعودية وباكستان.

واعتبر البعض أن الاتفاقية تعكس دخول السعودية في “نادي القوى النووية” من خلال شراكتها مع إسلام آباد، في حين رأى آخرون أنها “تعيد تعريف القوة والوحدة الإقليمية وتضع حداً لأي تهديد محتمل”.

السعودية وباكستان والردع النووي.. كيف تقارن القدرات النووية لباكستان وإسرائيل؟

على خلفية الاتفاق الدفاعي الاستراتيجي بين السعودية وباكستان، تصاعدت التساؤلات حول قدرة الرياض على الحصول على غطاء نووي عبر هذا التحالف، خصوصاً في مواجهة أي تهديد محتمل من إسرائيل، التي لم تتردد في استخدام القوة في المنطقة، ويأتي هذا في وقت تتصدر فيه المناقشات الإعلامية حول التوازنات النووية في الشرق الأوسط وجنوب آسيا.

وبدأت باكستان برنامجها النووي في السبعينيات، وأعلنت أول تجربة نووية لها في 28 مايو 1998 تحت اسم “تشاغاي-1″، ما شكل إعلاناً رسمياً لقدرتها النووية، تقدر الترسانة النووية الباكستانية بحوالي 170 رأسا حربيا حتى عام 2025، مع قدرة على زيادة هذا العدد مستقبلاً.

وتعتمد باكستان على عقيدة “الردع الموثوق الحد الأدنى”، التي تمنحها الحق في استخدام أي سلاح ضمن ترسانتها لحماية مصالحها في حال التعرض لاعتداء، مع التركيز الاستراتيجي على الهند.

وتشمل وسائل الإطلاق صواريخ باليستية متوسطة المدى مثل “شاهين-III” بمدى يصل إلى 2750 كيلومتراً، بالإضافة إلى تطوير صواريخ قادرة على حمل رؤوس متعددة (MIRV) مثل “أبابيل”، كما تسعى باكستان لتطوير قدرة الإطلاق النووي من البحر، لتكمل بذلك ما يعرف بـ”الثالوث النووي” التقليدي: البر، البحر، الجو، الرؤوس النووية تعتمد على اليورانيوم والبلوتونيوم الانشطاري.

القدرات النووية لإسرائيل

إسرائيل، الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك أسلحة نووية، تقدر ترسانتها بحوالي 90 رأسا حربيا، مع مواد انشطارية تكفي لإنتاج ما بين 100 و200 رأس نووي.

وتعتمد إسرائيل سياسة “الغموض النووي”، حيث لا تؤكد ولا تنكر امتلاكها للأسلحة، مؤكدة أنها لن تكون الدولة الأولى التي تستخدم السلاح النووي في المنطقة.

وتستند إسرائيل إلى “الثالوث النووي” من خلال صواريخ باليستية من طراز “جيريكو”، وطائرات مقاتلة من طراز F-15 وF-16، وغواصات من فئة “دولفين” مزودة بصواريخ كروز.

والرؤوس النووية الإسرائيلية تعتمد بشكل رئيسي على البلوتونيوم عالي الجودة، مع تركيز استراتيجي على الردع الإقليمي متعدد الأطراف وحماية مصالحها في الشرق الأوسط، مع مرونة أكبر في العمليات البحرية والجوية مقارنة بباكستان.

مقارنة القدرات الاستراتيجية

البندباكستانإسرائيلالحجم والترسانة170 رأس نووي90 رأس نوويالعقيدة النوويةالردع الحد الأدنى ضد الهندالغموض النووي، الردع الإقليميوسائل الإطلاقصواريخ باليستية أرض-أرض، تطوير MIRV، إطلاق من البحرصواريخ “جيريكو”، طائرات مقاتلة، غواصات مزودة بصواريخ كروزنوع الرؤوس النوويةيورانيوم وبلوتونيوم انشطاريبلوتونيوم عالي الجودةالهدف الاستراتيجيضمان الردع ضد الهندالردع الإقليمي وحماية المصالح الاستراتيجية

وتوضح المقارنة أن باكستان وإسرائيل رغم اختلاف عقيدتيهما الاستراتيجيتين ووسائل الإطلاق، تتفقان في الهدف الأساسي: الردع الاستراتيجي. وتعد هذه القدرات عاملاً مؤثراً في التوازنات الأمنية الإقليمية، حيث يساهم امتلاك كل منهما للسلاح النووي في صياغة السياسات الدفاعية لكل دولة.

ويكتسب الاتفاق الدفاعي بين السعودية وباكستان أهمية استراتيجية مضاعفة، إذ يوفر للمملكة غطاءً نووياً ضمن إطار الردع، ويعيد رسم خرائط التوازنات الأمنية في الشرق الأوسط، خصوصاً في ظل التهديدات الإسرائيلية المحتملة.

تعليقات إسرائيلية وغربية تسلّط الضوء على تبعات الاتفاق الدفاعي السعودي-الباكستاني

أثار توقيع السعودية وباكستان لاتفاق دفاعي مشترك اهتمام وسائل الإعلام الغربية، التي تناولت أسباب الاتفاق وتداعياته الاستراتيجية، معتبرة أنه رسالة مباشرة إلى واشنطن وتل أبيب.

الاتفاق الذي وقع بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس وزراء باكستان محمد شهباز شريف ينص على أن أي اعتداء على أحد البلدين يُعد اعتداءً على الآخر، ما يعكس عمق الشراكة الاستراتيجية بين الرياض وإسلام أباد.

صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية أشارت إلى أن الاتفاقية وُقعت بعد أقل من أسبوعين من الهجوم الإسرائيلي على الدوحة، مؤكدة أن هذا الهجوم هز عواصم الخليج وأعاد التشكيك في موثوقية الضمانات الأمنية الأمريكية، وأن التحالف مع باكستان، القوة النووية الوحيدة ذات الأغلبية المسلمة، يرسل رسالة ردع لإيران وإسرائيل والولايات المتحدة.

وكالة “رويترز” ربطت الاتفاق بمخاوف دول الخليج من موثوقية الضمانات الأمنية الأمريكية، مشيرة إلى أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطر زاد من هذه المخاوف، وأن الاتفاق قد يغير الحسابات الاستراتيجية في المنطقة المعقدة.

من جهتها، وكالة “بلومبيرغ” اعتبرت أن الاتفاق قد يعرّض السعودية لمواجهة محتملة مع الهند، التي خاضت مع باكستان أربع حروب كبرى، لافتة إلى أن الحادثة الإسرائيلية التي استهدفت قادة حماس في الدوحة أسهمت في توتر العلاقات بين واشنطن وحلفائها الإقليميين.

صحيفة “هندوستان تايمز” أكدت أن الاتفاق ربما يعد الأهم لباكستان منذ عقود، وسيترك أثراً على العلاقات بين الهند والسعودية، كما يؤسس لدور بارز لإسلام أباد في البنية الأمنية لمنطقة غرب آسيا.

أما صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، فأشارت إلى أن توقيت الاتفاق بدا بمثابة رسالة لإسرائيل، الدولة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، لا سيما بعد الهجوم العسكري الذي شمل مناطق متعددة في المنطقة بعد أحداث أكتوبر الأخيرة.

The post السعودية وباكستان والردع النووي.. كيف تقارن القدرات النووية مع إسرائيل؟ appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.