الصحة العالمية تدقّ ناقوس الخطر.. كيف تتعافى من «نزلات البرد»؟

0
21

تصاعدت المخاوف هذا الموسم من انتشار نزلات البرد والإنفلونزا، وسط تزايد حالات الإصابة في مناطق عدة، ما دفع الخبراء لتسليط الضوء على طرق فعالة للتخفيف من الأعراض وتسريع التعافي.

وأشار الدكتور براندون لو، طبيب باطني كندي، إلى نتائج دراسة صغيرة نشرت مؤخرًا على موقع X، تناولت تأثير غسل الأنف بمحلول ملحي على البالغين المصابين بنزلات البرد.

وأظهرت الدراسة أن التخلص من الفيروسات في الجيوب الأنفية يساهم بشكل ملموس في تقليل مدة المرض وتخفيف حدة الأعراض، مقارنة بالعلاجات التقليدية مثل الراحة والأدوية التي تُصرف دون وصفة طبية.

في الدراسة، تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين:

المجموعة الأولى تلقت العلاجات التقليدية للبرد، بما في ذلك مسكنات الألم وأدوية خافضة للحمى وأدوية السعال.

المجموعة الثانية أضافت غسل الأنف بالمحلول الملحي بشكل منتظم لإزالة المخاط وتخفيف الاحتقان.

وأظهرت النتائج أن المجموعة التي اعتمدت على غسل الأنف تعافت بمعدل أسرع بيومين (أي 22% أسرع) مقارنة بالمجموعة التقليدية.

كما انخفض استخدام الأدوية دون وصفة بنسبة 36%، وقل انتقال الفيروس إلى أفراد الأسرة بنسبة 35%.

وشرح الدكتور لو آلية التأثير العلمي، قائلاً: “غسل الفيروسات من الأنف والحلق يساعد جهاز المناعة على العمل بكفاءة أكبر، إذ أن أيونات الكلوريد الموجودة في الماء الملحي تعزز إنتاج حمض الهيبوكلوروس، وهو مركب طبيعي مضاد للميكروبات يساعد الجسم على مكافحة العدوى”.

تدابير وقائية إضافية مدعومة علميًا

تشير دراسات أخرى إلى أن الالتزام بسلسلة من الإجراءات البسيطة يخفف من خطر الإصابة أو انتشار الفيروسات:

التهوية الجيدة للغرف وتقليل التواجد الطويل في الأماكن المغلقة المكتظة.

غسل اليدين بشكل متكرر لمدة 20 ثانية على الأقل بالماء والصابون، أو استخدام معقم كحولي.

التغذية المتوازنة مع التركيز على الفواكه والخضروات الغنية بفيتامين C والزنك، لتعزيز المناعة.

الحفاظ على الرطوبة داخل الأنف باستخدام محلول ملحي أو أجهزة ترطيب الجو، لتقليل الالتهاب وتهيج الأغشية المخاطية.

وفي دراسة نشرتها مجلة Clinical Infectious Diseases عام 2024، أظهرت أن الأشخاص الذين اعتمدوا غسل الأنف بالمحلول الملحي بانتظام خلال موسم البرد والإنفلونزا قلّت لديهم شدة الأعراض بنسبة 25% ومدة الإصابة بنسبة 20%، كما انخفضت حالات نقل العدوى داخل الأسرة بشكل ملحوظ.

خلفية علمية

تشير الأبحاث إلى أن نزلات البرد والإنفلونزا ناجمة عن فيروسات مختلفة، أهمها فيروسات الرينوفيروس وفيروسات الإنفلونزا A وB، وتستهدف الجهاز التنفسي العلوي. وتعد الغدد الأنفية والأغشية المخاطية أولى خطوط الدفاع الطبيعية، إذ تحتوي على أجسام مضادة وإنزيمات تحارب الفيروسات.

وغسل الأنف بالمحلول الملحي لا يقتصر دوره على إزالة المخاط، بل ينشط الاستجابة المناعية المحلية ويقلل تراكم الفيروسات، ما يفسر تحسن الأعراض وتسريع الشفاء.

نصائح عملية

استخدم محلول ملحي معقم لإجراء غسل الأنف مرتين يوميًا عند بداية الأعراض.
تناول السوائل بكثرة للحفاظ على رطوبة الأغشية المخاطية.
تجنب مشاركة المناشف والأكواب لتقليل انتقال العدوى.
الحصول على قسط كافٍ من النوم لدعم جهاز المناعة.
مراجعة الطبيب فورًا عند ارتفاع الحرارة أو تفاقم الأعراض.

الصحة العالمية تطلق إنذارًا دوليًا بشأن فيروس MERS-CoV بعد زيادة الحالات

أصدرت منظمة الصحة العالمية تحذيرًا شديدًا بشأن فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS-CoV)، بعد زيادة ملحوظة في عدد الحالات، ما يمثل أول صافرة إنذار عالمية كبيرة منذ جائحة كوفيد-19.

وأعلنت السلطات الفرنسية عن رصد أول إصابتين بالفيروس منذ أكثر من عقد، تعودان لمسافرين زارا شبه الجزيرة العربية في بداية ديسمبر 2025، ليصبح العدد الإجمالي للحالات المؤكدة في فرنسا أربع إصابات، شملت وفاة واحدة.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، سجلت حتى 21 ديسمبر 2025، 19 حالة إصابة بالفيروس، منها 17 في المملكة العربية السعودية، وحالتان في فرنسا، مع تسجيل أربع وفيات.

وأكدت التسلسلات الجينية أن السلالتين المكتشفتين في فرنسا تطابقان تلك المنتشرة في شبه الجزيرة العربية.

ويتميز فيروس MERS-CoV بارتفاع معدل الوفيات الذي يقارب 37%، رغم أن قدرة انتقاله بين البشر محدودة نسبيًا. وتشمل أعراض الإصابة الحمى والسعال وضيق التنفس والإسهال والتقيؤ، ويعد الفيروس قاتلًا في الحالات الشديدة، كما لا يتوفر لقاح ضده حاليًا.

واستجابة للحالات الفرنسية، بادرت السلطات إلى تتبع المخالطين للمصابين، ولم تُسجل أي إصابة ثانوية حتى 19 ديسمبر، فيما ترى المراكز الأوروبية لمكافحة الأمراض أن خطر الانتشار الواسع منخفض جدًا.

وأكدت منظمة الصحة العالمية على ضرورة تعزيز الترصد والإخطار الفوري بجميع الحالات، واتخاذ تدابير وقائية صارمة في أماكن الرعاية الصحية.

كما نصحت المنظمة بتجنب المنتجات النيئة للإبل والحفاظ على مسافة آمنة من الحيوانات، وخاصة للأشخاص الذين يعانون من حالات طبية مزمنة، نظرًا لأن الإبل تشكل المصدر الرئيسي للفيروس.

The post الصحة العالمية تدقّ ناقوس الخطر.. كيف تتعافى من «نزلات البرد»؟ appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.