الغضب.. السمّ الصامت الذي يدمّر القلب والعقل بصمت!

0
33

الغضب ليس مجرد شعور عابر يمكن تجاهله، بل يمثل سلسلة من التفاعلات البيولوجية والنفسية العميقة التي تؤثر مباشرة على صحة الإنسان وسلامة عقله، وفق ما توضحه أبحاث علم النفس العصبي.

وفي هذا السياق، تشير الدكتورة إيرينا كورجايفا، أخصائية علم النفس العصبي، إلى أن الغضب يُحفّز الجهاز العصبي الودي ويفرز هرمونات مثل الأدرينالين والنورأدرينالين، ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، تسارع ضربات القلب، وتوتر عضلي شديد.

وأضافت كورجايفا، في مقابلة مع موقع Medical News Today، أن البقاء في هذا الوضع الدفاعي لفترات طويلة قد يسبب إجهاداً مزمناً ويضع الجسم في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وليس التأثير جسدياً فقط، فالغضب يبطئ عمليات الجهاز الهضمي ويؤدي إلى أعراض مزعجة مثل الانتفاخ والإسهال نتيجة انقباض عضلات المعدة والأمعاء، حسبما ذكرت كورجايفا.

وحذرت من أن تجاهل هذه الإشارات الطبيعية للجسم قد يفاقم المشاكل الصحية ويضع الفرد في دائرة من التوتر المزمن.

ووصفت الأخصائية أساليب التخفيف من الغضب بأنها ضرورية، مشيرة إلى الرياضة، الكتابة، الحوار الهادئ، والأنشطة الإبداعية كطرق فعالة للتعبير البنّاء عن الغضب، إضافة إلى اليوغا، التأمل، وتمارين التنفس لخفض التوتر واستعادة التوازن النفسي والجسدي.

أما على الصعيد النفسي والاجتماعي، فتوضح الدراسات الحديثة أن الكبت أو الانفجار العدواني للغضب يمكن أن يؤدي إلى تدهور العلاقات الشخصية، ويزيد من خطر العزلة أو القلق، وقد يفتح الباب أمام الأرق المزمن، وفق ما نشره Journal of Behavioral Medicine.

وتشدد كورجايفا على دور الذكاء العاطفي في إدارة الغضب، من خلال فهم المشاعر وضبط النفس واختيار الرد المناسب في اللحظة الحرجة.

الأمر الأكثر إثارة للدهشة، أن أبحاثاً حديثة تشير إلى أن الغضب المتكرر والمطول قد يترك أثرًا على التوازن الهرموني وحتى على المستوى الجيني، مما يطرح احتمال انتقال ميول الغضب إلى الأجيال القادمة في بعض الحالات، حسب دراسة نشرها Frontiers in Psychology.

The post الغضب.. السمّ الصامت الذي يدمّر القلب والعقل بصمت! appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.