أكد ناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي، أن المملكة المغربية اختارت أن تكون أمة بحرية، متميزة بذلك عن العديد من الدول الساحلية التي فضّلت الابتعاد عن البحر، الذي شكل منذ القدم مصدر التحديات الخارجية.
ونقلت صحيفة “هسبريس” المغربية عن بوريطة قوله إن العقيدة المغربية تقوم على أن ترسيم الحدود البحرية لا يمكن أن يُبنى على سياسة الأمر الواقع، مشدداً على أن المغرب يرد رسمياً وبحزم على أي محاولات مخالفة، وفق ما ينص عليه قانون البحار الدولي.
وشدد الوزير على التزام المغرب بالحوار، مؤكداً أن أي عملية ترسيم يجب أن تتم عبر حوار مباشر وهادئ وبناء، وهو ما يتجلى في ترسيم الحدود البحرية مع إسبانيا سواء في المتوسط أو الأطلسي، حيث يُعالج الملف بروح حسن الجوار والشفافية والمصلحة المشتركة.
وأشار بوريطة إلى أن التعاون البحري يعكس واقعا سياسياً أعمق يتجلى في نضج الشراكة الاستراتيجية بين المغرب وإسبانيا، حيث تتجاوز هذه الشراكة قضية الترسيم لتشمل التعامل مع التحديات البحرية الكبرى المشتركة، بما فيها الأمن البحري وحماية البيئة وتنمية الموارد البحرية بشكل مستدام.
وأضاف الوزير أن البحر يشكّل محور المبادرات الدبلوماسية الكبرى التي أطلقها العاهل المغربي في السنوات الأخيرة، ومنها:
مسار الرباط منذ 2022، الذي يجمع 23 دولة إفريقية أطلسية حول رؤية مشتركة ترتكز على الأمن البحري وحماية البيئة وتشجيع التنمية الزرقاء المستدامة.
المبادرة الملكية لتمكين دول الساحل من الولوج إلى الأطلسي، التي أُطلقت في 2023، والتي تمثل تعبيراً غير مسبوق عن التضامن الجيوسياسي الإقليمي.
مشروع أنبوب الغاز الأفريقي–الأطلسي الذي أطلقه العاهل المغربي مع رئيس نيجيريا في 2016، ويُعد أكبر مشروع هيكلي لتعزيز الاستقرار الإقليمي وتحفيز إقامة بنى تحتية محلية تدعم التنمية الصناعية الإقليمية.
ويأتي هذا التأكيد في وقت تشهد فيه المنطقة تعزيز التعاون البحري بين المغرب وجيرانها الأوروبيين، وسط جهود متواصلة لضمان أمن سواحل الأطلسي والمتوسط ومواجهة التحديات البحرية العابرة للحدود، بما في ذلك مكافحة التهريب والهجرة غير الشرعية وحماية المصالح الاقتصادية الوطنية والإقليمية.
The post المغرب يُرسخ شراكته مع إسبانيا في المتوسط والأطلسي.. مواجهة التحديات البحرية المشتركة appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.