«الوكالة الذرية» تحذّر من عرقلة التحقيق.. وطهران ترفض الاتهامات وتلوّح بالتصعيد

0
16

كشفت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، نقلاً عن تقرير حديث للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن إيران أجرت اختبارات متقدمة تتعلق بتطوير أسلحة نووية، بما في ذلك تجارب تفجير داخلي واختبارات لمحفزات نيوترونية، وهي تقنيات عسكرية أساسية لصنع القنبلة الذرية.

وبحسب ما نقلته الصحيفة، فإن التقرير، الذي استند إلى وثائق ومعلومات حصلت عليها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد)، يشير إلى أن إيران أجرت هذه الاختبارات في مواقع سرية شملت “لافيزان-شيان”، “مريفان” و”فارامين”، في أوائل العقد الأول من الألفية الثالثة، مع تأكيد استمرار احتفاظ طهران بالمعدات والمواد النووية في مواقع غير معلنة حتى عام 2018.

ووفقاً لتحليل أصدره “معهد العلوم والأمن الدولي” بقيادة الخبير النووي ديفيد أولبرايت، فإن إيران اختبرت محفزات نيوترونية تم إنتاجها في موقع “لافيزان-شيان”، حيث جرت على الأقل تجربتان في فبراير ويوليو 2003، كما أشار التقرير إلى استخدام غلاف خاص بكواشف النيوترونات في اختبار تفجيري آخر جرى في موقع “مريفان” في أبريل من العام نفسه.

وأورد التقرير أيضاً تفاصيل جديدة عن منشأة “فارامين”، حيث وُجدت معدات تخص عمليات تحويل اليورانيوم، منها أسطوانات “UF6” ملوثة بدرجة عالية، ومستخلصات يورانيوم، ومركّبات كيميائية فلورية، إلى جانب أجهزة لرصد الإشعاع، وقد صنفت إيران هذه المعدات إلى “أساسية” و”غير أساسية”، بينما اعتبرت إحدى الحاويات “الأكثر تلوثاً”، وتضمنت أسطوانات ومكونات نووية أخرى.

كما بيّن التقرير أن هناك علاقة مباشرة بين المواد النووية المفقودة والمواقع الأربعة المشبوهة في إيران، بما فيها مختبر “جابر بن حيان” وموقع “تورقوزآباد”، الذي احتفظ بمواد مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني بين عامي 2009 و2018.

وأشارت الوكالة إلى أن طهران قدمت تفسيرات غير دقيقة ومتناقضة خلال استجواباتها، مما أعاق جهود التحقيق، وفي حين أكدت الوكالة أن بعض القضايا مثل أنشطة “لافيزان-شيان” و”مريفان” لم تعد “عالقة”، أوضحت أن ذلك لا يعني أن هذه الملفات قد أُغلقت أو سُويت بالكامل.

ويأتي الكشف عن التقرير في وقت حساس، إذ تستعد الوكالة لعقد اجتماع لمجلس محافظيها خلال الفترة من 10 إلى 13 يونيو، في وقت تشير فيه المعطيات إلى اقتراب إيران والولايات المتحدة من تفاهم نووي جديد، وسط مخاوف إسرائيلية من انهيار المحادثات واحتمال تنفيذ ضربة عسكرية إسرائيلية ضد منشآت إيران النووية.

في المقابل، عبّرت طهران عن رفضها القاطع لما ورد في التقرير، وأكدت في مذكرة رسمية أن الدول الغربية “تستغل صبر إيران”، محذرة من أنها قد تتخذ “قرارات مناسبة” ستتحمل تلك الدول عواقبها.

وجاء في المذكرة الإيرانية أن “لا حدود لمستوى تخصيب اليورانيوم، ما لم يتحول استخدام المواد النووية إلى أغراض غير سلمية”، معتبرة التقرير “سياسياً بامتياز”.

كما أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية ومنظمة الطاقة الذرية بياناً مشتركاً أعربتا فيه عن أسفهما لنشر التقرير، وأكدتا أن طهران لم تقم بأي أنشطة نووية غير معلنة.

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد ذكرت في تقرير سري أواخر مايو أن إيران زادت من وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي نسبة قريبة من الحد اللازم لتصنيع قنبلة نووية، ما زاد من التوترات حول مستقبل برنامج إيران النووي واحتمالات التوصل إلى تسوية دبلوماسية.

 إيران تتهم الغرب بتسييس تقرير وكالة الطاقة الذرية وتلوّح بردّ دبلوماسي عبر عُمان

اتهمت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الإثنين، الولايات المتحدة وثلاث دول أوروبية بالضغط على الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإصدار تقرير “مسيس وشامل”، محذّرة من أن طهران ستردّ بخطوات محسوبة في حال صدور قرار ضدها خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة المرتقب.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن التقرير الأخير للوكالة أُعدّ “تحت ضغط سياسي مباشر من واشنطن ولندن وباريس وبرلين”، واصفًا ما جرى بأنه استغلال سياسي لآليات الوكالة، رغم ما قال إنه تعاون إيراني واسع النطاق في إطار معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية واتفاقية الضمانات الشاملة.

وأضاف بقائي أن بلاده “جهّزت خطوات واضحة للرد على أي قرار يصدر بحقها”، مشيرًا إلى أن “إيران لا تساوم على حقها في تخصيب اليورانيوم باعتباره جزءًا لا يتجزأ من دورة الوقود النووي”. كما شدد على أن التخصيب لا يعني بالضرورة وجود نية لصنع أسلحة نووية، “فالعديد من الدول تقوم بعمليات تخصيب دون أن تمتلك برامج تسليحية”، على حد تعبيره.

وفي خطوة لافتة، أعلن بقائي أن طهران ستقدّم قريبًا مقترحًا جديدًا للجانب الأميركي عبر وساطة سلطنة عُمان، وقال: “على الولايات المتحدة أن تغتنم هذه الفرصة”، نافيًا في الوقت نفسه وجود أي تقدم أو موعد واضح للجولة المقبلة من المفاوضات النووية.

وفي السياق ذاته، نقلت وكالة “تسنيم” الإيرانية عن مصادر مطّلعة أن الرد الإيراني الرسمي على المقترح الأميركي سيُقدّم خلال اليومين المقبلين، عبر قنوات دبلوماسية، وأن طهران تعتزم اقتراح صيغة بديلة للاتفاق، تتضمن الحفاظ على حقها في تخصيب اليورانيوم مقابل خطوات طمأنة تقنية ودبلوماسية تُخفّف من مخاوف الولايات المتحدة.

وتابعت المصادر أن إيران مستعدة لعقد جولة مباحثات جديدة غير مباشرة مع واشنطن، لكنها تشترط عدم المساس بـ”الخطوط الحمراء”، في إشارة إلى حقوقها النووية الأساسية ورفع العقوبات بشكل فعلي.

وفي موازاة ذلك، شدد المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، على أن طهران تحتفظ بحقها في قبول أو رفض أي مفتش تختاره الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ما يعكس تصعيدًا واضحًا في الخطاب الإيراني قبيل اجتماع مجلس المحافظين.

الجدير بالذكر أن هذا التصعيد يأتي بعد أيام من تصريحات حادة أدلى بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، توعد فيها إيران بـ”طريقة مختلفة” في حال واصلت تخصيب اليورانيوم إلى مستويات مرتفعة، مؤكدًا أن بلاده “لن تسمح لطهران بالاقتراب من إنتاج سلاح نووي”.

وتستعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية لعقد اجتماع مهم لمجلس المحافظين، وسط تحذيرات متزايدة من تصعيد محتمل بين إيران والغرب إذا لم يُحرز أي تقدم ملموس في الملف النووي المعقّد.

The post «الوكالة الذرية» تحذّر من عرقلة التحقيق.. وطهران ترفض الاتهامات وتلوّح بالتصعيد appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.