باراك ونتنياهو يتوصلان إلى تفاهمات بشأن سوريا.. لافروف: روسيا لم تخن دمشق

0
21

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا دعمت الحكومة السورية منذ عام 2015، خلال فترة الرئيس السابق بشار الأسد، حين كان الجيش السوري مهددًا بالانهيار تقريبًا بسبب سيطرة المعارضة على مناطق واسعة.

وأوضح لافروف، خلال مقابلة مع هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، أن روسيا أنشأت وجودًا عسكريًا في سوريا، شمل قواعد جوية وبحرية، وعملت بنشاط على القضاء على بؤر الإرهاب، بالتعاون مع دول أخرى في المجتمع الدولي، لا سيما إيران وتركيا، واصفًا العملية بأنها كانت إيجابية للغاية.

وأشار لافروف إلى أنه عندما بدأت الأحداث الأخيرة في سوريا قبل عام، لم تكن هناك وحدات قتالية روسية متمركزة، بل كان هناك قاعدة جوية وقاعدة بحرية فقط، مضيفًا أن سرعة سيطرة المعارضة، بقيادة أحمد الشرع، على الأراضي كانت غير متوقعة، ولم تُسجل مقاومة تذكر.

وأكد لافروف أن روسيا على تواصل مستمر مع السلطات السورية الجديدة، وأن الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع زار موسكو، كما التقى الوزير الروسي ثلاث مرات بوزير الخارجية السوري الجديد، وبحثا اتفاقيات القضايا التجارية والاقتصادية، مؤكّدًا استمرار العلاقات السلسة والمستقرة مع دمشق.

وأضاف أن روسيا تولي أهمية قصوى للحفاظ على وحدة الدولة السورية، داعيًا إلى حوار وطني يشمل العلويين والسنة والدروز وكل الجماعات الإثنية والطائفية، مشيرًا إلى أن القضية الكردية كانت محور اهتمام دائم خلال السنوات الخمس عشرة الماضية، وأن الولايات المتحدة، من خلال قوات سوريا الديمقراطية، تعمل على تعزيز النزعات الانفصالية في شمال شرق سوريا، وهو ما وصفه بأنه “قنبلة موقوتة”.

وشدد لافروف على أن روسيا لم تخن سوريا، وأن ما يحدث هناك شأن داخلي للجمهورية السورية، مؤكدًا الحفاظ على العلاقات منذ عهد حافظ الأسد وبشار الأسد، وأن موسكو لم تتخل عن أي طرف، معتبرًا أن الاتهامات الغربية بهذا الشأن غير دقيقة.

وفي 15 أكتوبر الماضي، التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرئيس السوري أحمد الشرع في الكرملين، حيث استمرت المحادثات أكثر من ساعتين ونصف، وأكد بوتين على عمق العلاقات التاريخية بين روسيا وسوريا، واستعداد موسكو لإجراء مشاورات منتظمة مع دمشق عبر وزارة الخارجية.

كما ذكر لافروف أن موسكو كانت مقترحة لاستخدام قواعدها العسكرية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، في 19 ديسمبر 2024، وأشار وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة إلى أن دمشق منفتحة على استمرار الوجود العسكري الروسي في البلاد.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يشدد على حوار قوي مع سوريا لضمان الاستقرار ويثني على جهود الرئيس السوري أحمد الشرع

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن إسرائيل والولايات المتحدة توصّلتا إلى تفاهمات تتعلق باستمرار حرية العمل الإسرائيلي في سوريا ضد التهديدات، إلى جانب مواصلة المفاوضات مع دمشق بشأن اتفاق أمني محتمل.

وأفاد مصدران لقناة i24NEWS بأن هذه التفاهمات جاءت عقب اجتماع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ومبعوث الولايات المتحدة إلى سوريا توم باراك.

وقال أحد المصدرين إن كل طرف أصبح يفهم الآن ما المطلوب منه، مشيرًا إلى أن اللقاء تناول تحديد الخطوط الحمراء للنشاط الإسرائيلي في الساحة السورية، وهي نقاط كان من المقرر أن يعرضها باراك خلال الاجتماع.

وفي السياق ذاته، ذكرت القناة أن زيارة المبعوث الأمريكي لإسرائيل حملت رسائل مباشرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى نتنياهو، وتركزت بشكل أساسي على الملف السوري.

وأضافت أن الإدارة الأمريكية ترى في الرئيس السوري أحمد الشرع شريكًا يسعى لتحقيق استقرار بلاده ودفعها نحو التقدم، وهو ما يدفع واشنطن إلى محاولة تفادي خطوات تعتبرها مهددة لاستمرار حكمه.

وشدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أهمية الحفاظ على حوار قوي وحقيقي بين إسرائيل وسوريا، محذرًا من أي إجراءات تعرقل تحول سوريا إلى دولة مزدهرة، وأشاد بجهود الشرع لبناء علاقة طويلة الأمد ومثمرة بين البلدين.

وكانت إسرائيل بدأت عملية عسكرية جوية وبرية ضد سوريا يوم 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، بعد رحيل حكومة الرئيس السوري السابق بشار الأسد، إذ توغلت الآليات الإسرائيلية داخل القنيطرة وجبل الشيخ بذريعة إنشاء منطقة عازلة بين الأراضي السورية وهضبة الجولان السوري المحتلة، وبمساندة سلاح الجو الإسرائيلي الذي شن غارات على مناطق متفرقة في سوريا.

وأعلن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الشهر الجاري أن الفجوة اتسعت بين إسرائيل وسوريا بشأن الاتفاق الأمني، حيث أصبح لدى السوريين مطالب جديدة.

ونقلت وسائل الإعلام عن ساعر قوله حول الاتصالات مع سوريا: في الوقت الراهن، اتسعت الفجوة بيننا وبين سوريا، ولديهم مطالب جديدة، بالطبع نريد اتفاقًا، لكننا بعيدون عنه مقارنة بما كنا عليه قبل بضعة أسابيع.

أردوغان: عودة السوريين مرهونة بتحقيق الاستقرار في سوريا

أشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، إلى أن “عودة السوريين إلى بلادهم طواعية ستتم عندما يتحقق الاستقرار في سوريا”، مشيرًا إلى أن هذا الأمر قد يستغرق وقتًا.

وفي كلمة له أمام سفراء دول أجنبية في العاصمة أنقرة، أكد أردوغان أن “عودة السوريين إلى بلادهم ستكون طوعية وآمنة مع تحقيق الاستقرار في سوريا، وهذه العملية ستستغرق وقتًا”، موضحًا أن “580 ألف سوري عادوا إلى بلادهم منذ سقوط الأسد في 8 ديسمبر 2024”.

وأضاف الرئيس التركي أن “الأعمال العدوانية الإسرائيلية ضد سوريا تعد أكبر عقبة أمام أمن واستقرار سوريا”، مؤكدًا أن هذه الأعمال تعيق الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في المنطقة.

وفي وقت سابق، صرح أردوغان بأن بلاده ستواصل تقديم الدعم لسوريا وشعبها في مسيرتهم لإعادة إعمار وطنهم، مشيرًا إلى أن رؤية الشعب السوري وهو يكافح منذ عام لإعادة بناء بلاده رغم الصعوبات والدمار الذي خلّفه حكم الأسد، أمر يُبعث على السرور.

وأوضح أردوغان أن تركيا لم تأبه للضغوط والتهديدات الدولية، بل كانت دائمًا في صف الشعب السوري وسعت لوقف الظلم الذي يعاني منه.

The post باراك ونتنياهو يتوصلان إلى تفاهمات بشأن سوريا.. لافروف: روسيا لم تخن دمشق appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.