أقرّ البرلمان السلوفيني قانونًا مثيرًا للجدل يمنح المرضى الحق في إنهاء حياتهم بمساعدة الغير، في خطوة تشكّل سابقة تشريعية لافتة داخل أوروبا الشرقية، وتعيد الجدل الأخلاقي حول “ثقافة الموت” إلى واجهة المشهد السياسي الأوروبي.
وجاء هذا القانون بعد استفتاء عام صوّت فيه 55% من الناخبين لصالح تقنين الانتحار بمساعدة الغير، مما دفع البرلمان إلى المصادقة عليه بأغلبية 50 صوتًا مؤيدًا مقابل 34 صوتًا معارضًا، فيما امتنع ثلاثة نواب عن التصويت.
وينص القانون على السماح للأشخاص الذين يعانون من أمراض مستعصية ولا يُتوقع شفاؤهم، أو ممن يعانون من ألم جسدي لا يُطاق، بطلب إنهاء حياتهم بمساعدة مختصين، شريطة استنفاد جميع إمكانيات العلاج الطبي المتاحة.
ومع ذلك، يرفض القانون السماح بممارسة هذا “الحق” في الحالات المرتبطة بالمعاناة الناتجة عن أمراض نفسية فقط، كما أن القتل الرحيم المباشر (حيث يقوم مقدم الرعاية بإنهاء حياة المريض بطلب منه) لا يزال محظورًا في سلوفينيا.
وأثار القرار جدلًا كبيرًا بين الأحزاب السياسية في سلوفينيا، حيث اعتبرته النائبة تيريزا نوفاك من الحزب الليبرالي الحاكم “خطوة أخلاقية وإنسانية تحترم حق الإنسان في اختيار نهايته حينما يعجز الطب عن تقديم العون”.
في المقابل، وصف الحزب الديمقراطي السلوفيني المعارض القانون بأنه “بداية لانهيار القيم الإنسانية”، محذرًا من الانزلاق نحو ما وصفه بـ”ثقافة الموت وتقليل قيمة حياة الفئات الأضعف”.
وبذلك تنضم سلوفينيا إلى مجموعة متزايدة من الدول الأوروبية التي تسمح بأشكال مختلفة من “الموت المساعد”، حيث يُسمح بالانتحار بمساعدة الغير في سويسرا والنمسا، بينما تُجيز هولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ القتل الرحيم المباشر، أما في فرنسا، فقد وافق البرلمان مبدئيًا في مايو الماضي على مشروع قانون يُقر حق “الموت بمساعدة الغير”، وهو ما يُنتظر أن يخضع لمزيد من النقاشات والمراجعات.
The post دولة أوروبية تشرّع «الموت بمساعدة الغير».. والجدل ينفجر appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.