في غياب القاعدة البديهية المعروفة لسير أي عمل وهي الشخص المناسب في المكان المناسب عمت الفوضى وانتشر الفساد بشكل غير مسبوق، فصار المجرم قائدا والفاسد قدوة والفاشل مسؤولا والجاهل عالم إلخ…
ونتيجة لذلك وما فرضه الواقع المرير توارى عن الأنظار القادة الحقيقيون والمهنيين أصحاب الكفاءات خوفا من الذين يتصدرون المشهد بصحة الوجه وقوة السلاح وتحالف الفساد والأمر الذي سبب في إفراغ الإدارة من كوادرها المهنية وحل محلها أصحاب الشهادات المزورة وأخليت الجامعات من الأساتذة الأكفاء وحل محلهم أصحاب الدكتوراه المهنية.
مجالسنا صارت فارغة من النصيحة والتربية والتوجيه والأمثال الشعبية التي هي كلها قيمة حياتية، وصارت المجالس تتباهى بالفساد والرذيلة والتآمر على الصالحين والمخلصين وتشويه وإقصاء الشرفاء.
صارت شوارعنا دكاكين وأزقتنا مخازن ومزارعنا معسكرات والبحر مصب للمجاري والقاذورات.
أنهار كل شيء ولا حياة لمن تنادي في غياب الشخص المناسب في المكان المناسب.
الأجانب سيطروا على التجارة والصناعة وحلوا محل التجار الوطنيين الذين لم يجدوا لأنفسهم مكان في هذه الفوضى.
من يدعون رجال أعمال لا يحركون ساكن إلا من خلال الأجانب المتحكمون في أسعار السوق وخصوصا ما يتعلق بالمواد الغذائية واللحوم وإلكترونيات وعملات الدول المجاورة.
صار الليبي الفاشل وغير المخلص لبلده سمسارا لتجار الدول المجاورة يحمل العملات الصعبة ويرجع محملا على أكتافه بأكياس عملتنا المهترئة نشاهد هذه المناظر والمهازل في حدودنا مع الدول المجاورة.
في غياب الشخص المناسب الذي يجب أن يكون في هذا المكان أو غيره فحل الفساد والغش محل الأمانة والكذب محل الصدق.
الفاسدون في بلادي يحتمون بالمال، والمخلصون يهانون ويلاحقون.
إن استمرار هذا الوضع قد يسرع في انهيار ما تبقى من مؤسسات في ظل غياب الردع وسوء الإدارة الأمر الذي قد يؤدي إلى فقدان الثقة في السلطات الحكومية الأمر الذي يؤدي إلى عدم الاستقرار في البلاد وهجرة ما تبقى من خبرات ليبية.
يبقى السؤال إلى أين نحن ذاهبون؟
The post هل من منقذ؟ appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.