وزير الإعلام السوري: نُفضّل الحلول السياسية ونرفض الانجرار للصراع

0
14

أكد وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى، أن التحركات التي قامت بها الدولة مؤخراً في محافظة السويداء لم تكن جزءاً من عملية عسكرية معدّة سلفاً، بل جاءت كإجراء استثنائي لمواجهة تصاعد غير مسبوق في وتيرة العنف والاضطرابات الأمنية.

وفي مؤتمر صحفي عُقِد اليوم السبت وتابعته “عين ليبيا”، أوضح المصطفى أن الدولة تجاوبت مع مبادرات الوسطاء الدوليين بهدف احتواء التوتر وتجنّب انزلاق الأوضاع نحو صراع مفتوح، مؤكداً أن القيادة السورية لا تزال متمسكة بالحلول السلمية وتحقيق الاستقرار عبر الوسائل السياسية.

وأضاف أن الجماعات المسلحة داخل السويداء اختارت مسارًا تصعيديًا من خلال تنفيذ عمليات تهجير وانتقام، الأمر الذي زاد من تعقيد المشهد الأمني والاجتماعي، مشيراً إلى أن التوتر القائم لم يكن وليد اللحظة، بل نتيجة تراكمات غذّاها المجلس العسكري المحلي وسلوكياته المستفزة.

خارطة طريق لوقف إطلاق النار

واستعرض الوزير بنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه لوقف إطلاق النار في السويداء، مشيرًا إلى أنه يتضمن ثلاث مراحل متتالية:

المرحلة الأولى: تهدف إلى خفض التصعيد عبر نشر قوات الأمن الداخلي في المناطق الساخنة، لاسيما في ريفي السويداء الغربي والشمالي، وتأمين الطرق الرئيسية لاحتواء الاشتباكات.
المرحلة الثانية: تشمل فتح ممرات إنسانية مع محافظة درعا، لإجلاء المصابين والسماح للمدنيين الراغبين في المغادرة بالخروج الآمن.
المرحلة الثالثة: تُعنى بإعادة تفعيل مؤسسات الدولة تدريجياً، إلى جانب توسيع انتشار قوى الأمن الداخلي بهدف فرض القانون وإعادة مظاهر الحياة الطبيعية.

وأشار المصطفى إلى أن أجهزة الدولة ستتولى مهمة تطبيق الاتفاق، بما في ذلك الإفراج عن المحتجزين لدى مختلف الأطراف، مؤكدًا أن ما تشهده السويداء يستدعي استجابة وطنية شاملة تضع مصلحة البلاد فوق أي اعتبار.

الدولة عنصر الحل لا الغياب

وفي معرض حديثه عن جذور الأزمة، أشار الوزير إلى أن تراجع حضور الدولة في السويداء ساهم في تفاقم الوضع، معتبرًا أن استعادة مؤسسات الدولة تمثّل المدخل الحقيقي لأي تسوية، كما شدد على أن دمشق، رغم الظروف المعقدة، لم تتوقف عن تقديم الحد الأدنى من الخدمات الأساسية للمحافظة.

واتهم المصطفى المجموعات المسلحة باعتماد نهج انعزالي ورفض أي مسار تفاوضي، مشيراً إلى أن الدولة، رغم كل التحديات، فضّلت التريّث وتغليب الحل السياسي، حتى عندما كان ذلك على حساب أولويات أخرى.

وختم وزير الإعلام السوري بالتأكيد على أن الحل الوطني الجامع هو السبيل الوحيد للمضي قدمًا، مجددًا التزام الدولة بمبدأ السيادة ووحدة القرار، ومشيرًا إلى أن السياسة السورية تقوم على ثلاث ركائز أساسية: دولة واحدة، حكومة واحدة، وجيش واحد.

The post وزير الإعلام السوري: نُفضّل الحلول السياسية ونرفض الانجرار للصراع appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.