لن نسبق الأحداث.. حكومة الاستقرار الأمني هي الحل

0
228

كل ذي بصيرة لا يخطئ كيف يمكن حل المشكل الليبي من خلال نظرة واقعية للمشهد في ليبيا وفي غيرها من الدول التي مرت بحالة من الفوضى وانتشار السلاح عند أكثر من مجموعة مسلحة حيث لا يمكن أن يحدث الاستقرار وترجع هيبة الدولة إلا من خلال نزع السلاح و تمركزه في يد قوة واحدة لا غير، ليبيا خلال السنوات العجاف المريرة الماضية تشكّلت فيها العديد من المجموعات المسلحة مختلفة التكوين جهويّة وقبليّة ومناطقيّة وحتى مؤدلجة، وأدى ذلك إلى حدوث الكثير من الحروب الأهلية راح ضحيتها الكثير من أبناء ليبيا، المؤكد إذا هو أن جوهر الأزمة الليبية صراع بين قوى مسلحة وهذا يعني أن المشكل أمني بامتياز.

ليبيا ونتيجة للصراعات التي جرت فيها بين مراكز القوى المالكة للسلاح والمال خلال اكثر من عقد افرزت تكتلات عسكرية وهي التي شكّلت مراكز قوى مسلحة طغت على باقي المجموعات، لذلك نجد قوة جيش حفتر في الشرق هي الأكثر تنظيما وتمكنت من بسط سيطرتها على كامل المنطقة الشرقية، و في المنطقة الغربية بعد عديد المعارك بين المجموعات المسلحة استقر الأمر على تحالف بين تلك المجموعات المسلحة من الجبل والزاوية وطرابلس مع قوات مصراتة التي تعتبر أكبرها وأكثرها قوة فصارت هي نواة الكتلة المسلحة في المنطقة الغربية.

في 2019م حاولت قوة الشرق ان تفرض سيطرتها على كامل ليبيا لكنها فشلت بعد ان توحّدت امامها المجموعات المسلحة في الغرب، ونتيجة لتدخلات اجنبية مع الطرفين حدثت حالة من توازن القوى، مما اجبر الطرف المعتدي على الانسحاب ليحتفظ كل طرف بمواقع محددة تحت سيطرته فيما بعد، تلك الحرب كانت سببا مباشرا في تغيير التفكير النمطي السابق، فأنتجت وضعا جديدا للقوى وهو بروز قوتين متضادتين واحدة في الشرق وـخرى في الغرب، ولذلك منطقيا لا يمكن ان تحدث حالة استقرار في ليبيا إلا من خلال أمرين:

إما حدوث حرب جديدة وانتصار احدى القوتين عن الأخرى وفرض سيطرتها
وإما حدوث توافق بين هاتين القوتين والاندماج في قوة واحدة مشتركة

الذي يحدث الآن وبتوافق دولي هو الأمر الثاني وهذا من حسن حظ الليبيين، حيث يجنبهم حالة الحرب ويفتح أمامهم أبواب واعدة من الاستقرار بما يهيئ فرصة حقيقية لعودة هيبة الدولة الليبية الواحدة وإعادة تنظيم قواتها المسلحة ووحداتها الأمنية الموحدة، ومجمل القول إذا ستكون الحكومة الجديدة حكومة للاستقرار الوطني، وأكثر فاعلية على الأرض وستحقق ما عجزت عنه كل الحكومات السابقة نتيجة وضع الانقسام الذي كان يفرض نفسه، وستكون قادرة على ترتيب أولوياتها وتوحيد المؤسسة العسكرية والأمنية وجميع المواقع السيادية وفرض سلطتها على كل بقعة من التراب الليبي، وبذلك يمكننا القول أن ليبيا ستتعافى إذا ما وجدت حكومة للاستقرار الأمني وأن حلم عودة الدولة الليبية سيصبح واقعا ملموسا بحول الله.

The post لن نسبق الأحداث.. حكومة الاستقرار الأمني هي الحل appeared first on عين ليبيا | آخر أخبار ليبيا.